* الكا بتن سفن
كثير من الإداريين في فرقنا المحلية يضع يده على قلبه كلما سمع أو قرأ تصريحاً لفطاحلة اتحاد كرة القدم بشأن تطبيق نظام الاحتراف، وأن على الأندية الاستعداد ليوم النفير الاحترافي الذي لا بد منه، شاء من شاء وأبى من أبى.
موطن القلق الذي يعيشه هؤلاء، والخوف الذي يكتالون منه جرعاتٍ وجُرعات صبحاً ومساء يكمن في ترسّخ مفهوم أن حقيقة الاحتراف تصب في أن على الأندية إبرام عقود مع كل لاعبيها، وهو بحسب ما يقول أصحابنا الفطاحلة شرط شرطه عمنا بلاتر ونجله الهمام العزي بن همام، على كل أندية العالم لا مفر منه ولا ملجأ.. ومنها بالطبع أندية آسيا. ما دمنا قد ذكرنا العزي القطري بالاسم، وهذا موطن استغراب إذ كيف يتم اختزال مفهوم نظام الاحتراف الضخم عند هؤلاء وغيرهم في اتحاد الكرة والأندية اليمنية إلى بوتقة صغيرة جداً اسمها العقد والتعاقد بين النادي واللاعب فحسب. ما يجب أن يدركه الجميع هو أن إبرام إدارة الأندية عقود احترافية مع لاعبيها هو من حيث درجة متطلباتها الاحترافية يقع آخر سلم متطلبات نظام الاحتراف، وبلغة إجمالية بعيدة عن التفاصيل المملة، فالاحتراف بما معناه؛ يشترط توفير مورد مالي خاص مستقل لاتحاد القدم بعيداً عن معونات الحكومات، كما يشترط مورداً خاصاً لكل ناد بعيداً كذلك عن معونات الحكومات، ويشترط منشآت (ملاعب) خاصة لكل ناد على حدة بمشاريط قانونية ومواصفات دولية. بعيداً عن تسلط و(بهررة) حارس وزارة الشباب والرياضة، يشترط سكرتيراً متفرغاً في كل ناد، يشترط آلية تجذب عدداً محدداً من الجماهير لحضور مباريات الدوري لا يقل عن خمسة آلاف مشاهد، يشترط استقلالية كاملة للاتحاد الوطني وكذا الأندية الرياضية عن التبعات الحكومية وجعل النادي ملكية خاصة يخضع في نظامه لقانون الشركات التجارية، ثم يشترط في الأخير نظام دوري احترافي لا يتعارض مع الأجندة الدولية ويدخل فيه قاعدة بلاتر5/6 الشهيرة، ثم تأتي مرحلة التنفيذ التي من آخر مراحلها إعداد عقود للاعبي الأندية.
وهذه الأخيرة هي حلم لاعبي أنديتنا فهم يعتقدون أن نظام الاحتراف سيوفر لهم ملاذ الحرية (الهانئ) في مواجهة صلف إدارات الأندية (الجائر)، وهذا وإن كان في أصله حقيقة إلا أن هناك أمراً لو يدركه لاعبونا الأشاوس لرفض كثير منهم تماماً فكرة تطبيق نظام الاحتراف؛ حيثُ يشترط نظام الاحتراف تفرغ اللاعب المحترف لممارسة كرة القدم فقط، فكما أن النادي مُلزم بتحرير عقد مع لاعبيه فاللاعبون كذلك مُلزمون بالتفرغ للعب، وبالتالي فإن أي لاعب يثبت عدم تفرغه بعد توقيعه لعقد احترافي سيعرضه هذا لجزاءات كبيرة يتصدر إصدار جزئها القاسي (الفيفا) نفسه، إذن ومن هذا المنطق فإن اللاعبين يجب أن يستقيلوا من وظائفهم الحكومية أو غيرها وهي الغاية التي يسعى إليها كل لاعب ومن أجلها يمارس ابتزازاً لا يتحرج من ممارسته بمزاد علني مفتوح وإن كان على حساب ناديه كما فعل علي النونو ذو الثلاثة والثلاثين عاماً مثلاً مع ناديه الأهلي العاصمي العام الماضي.. إذ لا يعقل مطلقاً أن يكون لاعب كرة محترفاً وفي نفس الوقت موظف تحصيل-كهرباء-، أو كاتب أرشيف بطيران -اليمنية- مثلاً، أو حتى مدير عام في - مسلخ مذبح المركزي. هذا هو الاحتراف الذي يطالب به لاعبونا (المساكين) الذين يعتقدونه فحسب نظاماً للتحرر من الأندية ليس إلا، كما أن هناك شروطاً أخرى يجهلها لاعبونا وربما حتى اتحادنا الموقر، منها مثلاً أن مثلما الأندية مجبرة على تحرير عقود للاعبيها، فإن هناك أيضاً فترة انتقالية إجبارية تلزم أن يلعب خلالها اللاعبون مع أنديتهم التي يلعبون معها حالياً ومضمونها أن يوقع لاعبو الأندية الحاليون باستثناء من تربطهم الآن عقود مع أنديتهم أن يوقع هؤلاء اللاعبون الذين لا تقل أعمارهم عن 18سنه عقوداً مع أنديتهم التي يلعبون لها قبيل تطبيق نظام الاحتراف لمدة لا تقل عن خمسة أعوام، ومن ثم بعد انتهاء هذه المدة يجوز لهم الانتقال إلى أي ناد آخر بعقد جديد، للإدارة واللاعب نفسه عن طريق وكيله بالطبع تحديد مدته حتى وإن كانت شهراً واحداً.. ويجب في كل الأحوال أن يوافق اتحاد الفيفا على بنود نموذج عقد تُحدد فيه فقرات وأحكام واضحة.. ويترك تحديد المبالغ المالية لأصحاب العلاقة( النادي+ وكيل اللاعب)..
على اللاعبين الذين يدور "خمر مالك" في رؤوسهم ويحدثون أنفسهم في حلم يقظة طويل، أن نظام الاحتراف سيحررهم من أنديتهم، أن يدركوا أن الأمر ليس بهذه البساطة مطلقاً!! فالاحتراف أساساً وضع ليحمي الأندية أولاً، ثم يأتي اللاعب في المرحلة الثانية، وبالتالي فإن على اتحاد القدم وقبل تطبيق نظام الاحتراف، التفاوض مع الأندية التي تشكل جمعيته العمومية للوصول إلى آلية مرضية لتطبيق هذا النظام. أما أن يعتقد اللاعب أنه بالاحتراف الإجباري سيتحرر من ناديه وسيحصل على صك حريته غير المنظمة بعيداً عن موافقة ناديه الحالي فهو مخطئ وحالم لا أقل ولا أكثر.. وعلى اتحادنا الموقر أن يُهيئ بالمقام الأول نفسه ونيته لخوض هذه المعمعة الكبيرة حتى يدرك أن الاحتراف ليس مجرد لائحة يضعها المخترع "الثريا" على كيف (فنجان قهوة بيضانية)، ويناقشها رئيس الاتحاد وأمينه العام مع السادة الأعضاء خلال الساعة السليمانية داخل مجلس البيت الأبيض الدافئ! هذا والله من وراء القصد وإلى لقاء آخر بذات الموضوع إن شاء الله.
نقلا عن صحيفة الوسط اليمنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق