الجمعة، 19 سبتمبر 2008



البوصلة

كانت البوصلة إحدى الاختراعات الأربعة الشهيرة فى العصور الصينية القديمة، وظهرت فى عهد الممالك المتحاربة، ويرجع تاريخها إلى ما قبل أكثر من 2000 سنة.



وكانت البوصلة فى البداية مصنوعة من حجر المنغطيس الطبيعي على شكل ملعقة الطعام، وكان أسفلها صقيلا، ويمكنها أن تدور فوق قاعدة نحاسية أو الخشبية صقيلة، وبعد استقرارها يشير رأس الملعقة إلى الجنوب.



إن الصين أول دولة فى العالم اخترعت البوصلة، وكذلك أول دولة فى العالم استخدمتها فى الملاحة. وفى نهاية القرن الحادي عشر، ومع انتشار استعمال البوصلة فى الملاحة، تم إدخال تحسينات عليى جهاز البوصلة، حيث بدأ فى عهد أسرة سونغ الملكية الصينية تركيب الإبرة المغناطيسية مع جهاز تقسيم الاتجاهات حتى أصبحت جهازا متكاملا، ألا و هى البوصلة. و فى عهد أسرة يوان الملكية الصينية تم اختراع البوصلة على شكلى السلحفاة والسمكة.



إن أكبر مآثر البوصلة هو استعمالها فى الملاحة، الأمر الذى أدخل تغيرات كبيرة على فنون الملاحة، وعزز تطور الملاحة العالمية والتبادلات الثقافية بين مختلف دول العالم، و فتح عهدا جديدا لنشاطات الملاحة البشرية. وفى عهد أسرة سونغ الملكية الصينية تعلم التجار العرب والفرس الذين كانوا يستقلون سفن الصيد الصينية طريقة صنع البوصلة، وفى هذه الأثناء نقلوا هذه الطريقة إلى أوروبا. وفى نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر، بدأ العرب وبعض الدول الأوروبية استعمال البوصلة فى الملاحة، أى بعد أكثر من مائة سنة من استخدامها من قبل الصين.



البيئة الروحية

تنبع البيئة الروحية من الصين، وتعد جزء هاما من ثقافة الأحجية التقليدية بالصين، ولها معارف عميقة و واسعة النطاق يرجع تاريخها الى زمن بعيد. وإن البيئة الروحية هى ظاهرة ثقافية خاصة للصينيين، وألعوبة واسعة الانتشار لاختيار الخير وتجنب الشر، وهى أيضا فن وعلم للصينيين بشأن العلاقات بين البيئة والبشرية، وتهتم البيئة الروحية بالعلاقة بين البشر من الجانب وبين المبانى والطبيعة من الجانب الأخر، أى علاقات بين الطبيعة والبشرية، تتفق من حيث الأساس مع نظرية الكون ونظرية معيار الجمال و اللتان تعتبران جزءا من الحضارة الصينية الممتدة لعدة آلاف من السنين.



إن الأسس والأفكار المحورية لعلم البيئة الروحية مصدرها " كتاب التغيرات". وإن المضامين المحورية للبيئة الروحية هى كيفية اختيار ومعالجة ظروف السكن والحياة، بما فى ذلك إنشاء المساكن والمقابر والبلدات والمدن ألخ. ومن ضمنها الذى يتعلق بالمقابر، فيسمى بمساكن يين، أما الذى يتعلق بالمساكن والبيئة التى يعيش فيها الأحياء فيسمى بمساكن يانغ. و يظهر علم البيئة الروحية توحيدا ملائما بين البشر والطبيعة وبين البشرية والعالم الخارجي، وذلك انطلاقا من أفكار فلسفة اليين واليانغ من << كتاب التغيرات >>.



وكان علم البيئة الروحية يضع حدا دقيقا لاختيار مكان إنشاء المساكن واتجاهها وديكور هياكلها الداخلية والخارجية، معتقدا أن المساكن أو المنازل تؤثر فى أى لحظة من اللحظات على معنويات وشعور الانسان وصحته البدنية والروحية، وبالتالى تؤثر فى قضايا الانسان و حظه فى الثراء والمشاعر العائلية ألخ. ومن بين أشهر الأمثلة فى علم البيئة الروحية على ذلك هو ضرورة أن يكون ظهر المسكن باتجاه الشمال خلفا وواجهته الأمامية نحو الجنوب، وأن تكون الجبال خلفه و المياه أمامه.



وخلال فترة طويلة من تواراث علم البيئة الروحية والتغيرات التى طرأت عليه تم إدراج الكثير من العناصر السحرية ومنحه دور أكبر من دوره الحقيقي، وفى الوقت نفسه، ونتيجة لتأثير العادات والمفاهيم التقليدية فإن خلاصة البيئة الروحية الحقيقية لم يبق فيها الكثير فى عالم اليوم، مما أدى إلى انتشار النظريات الخاطئة التى تضلل طريق الانسان، وهذا هو سبب رئيسي لاعتبار البيئة الروحية كالإيمان بالخرافات.

ليست هناك تعليقات: